عرض المقال
جماعة آسفين يا أبوسيف
2013-07-13 السبت
قررت وبكامل إرادتى وأنا فى كامل قواى العقلية وبعد مشاهدتى لمسلسل «الزوجة الثانية» تكوين جماعة «آسفين يا أبوسيف» والتى تقدم كامل الاعتذار عن هذه الجريمة الفنية والكارثة الدرامية والمصيبة المسلسلاتية التى سبق أن قدمها المخرج العبقرى الجميل صلاح أبوسيف، لا بد أن ينضم لجماعة آسفين يا أبوسيف كل من خدشت مشاعره وجرحت عيناه وتبلبل وعيه واضطربت أفكاره حين تجاسر خياله وتجرأ على المقارنة ما بين عمرو عبدالجليل وصلاح منصور أو ما بين آيتن عامر والسندريلا سعاد حسنى أو ما بين عمرو واكد وشكرى سرحان!!، ولذلك ستنبثق عن جماعة آسفين يا أبوسيف جماعات أخرى وهى آسفين يا صلاح يا منصور وآسفين يا سعاد يا حسنى وآسفين يا شكرى يا سرحان!!، أعرف أنه من حق كل مبدع أن يقدم رؤية جديدة لعمل فنى سابق ولا يوجد حجر عليه فى ذلك أو احتكار فنى لأى رواية أو فيلم أو مسرحية، وهناك أمثلة كثيرة فى السينما العالمية والمصرية تؤكد على تلك الرؤية وتشجع هذا التكرار فهناك «آنا كارنينا» و«البؤساء» و«الإخوة كارامازوف»..إلخ، بل هناك رواية قدمت سينمائياً ودرامياً أكثر من ثلاثين مرة وهى رواية «توقعات عظيمة» لتشارلز ديكنز!!، إذن لا غبار ولا تثريب ولا اتهام فى الإقدام على إخراج «الزوجة الثانية» للمرة الثانية أو حتى الثانية والخمسين، ولكن الغبار والتثريب والتهمة والمصيبة الفنية أن تقدمها برداءة وتسلقها بسربعة وتهينها مع سبق الإصرار والترصد، الكارثة أن تمسح بأستيكة على مدى شهر كامل كل الجمال الفنى الرائع الذى نسجه فى ذاكرتنا فريق الفيلم الذى أخرجه صلاح أبوسيف، كيف يقبل مخرج كبير مثل خيرى بشارة قدم لنا أفلاماً هى من كلاسيكيات السينما المصرية، كيف يقبل أن يتحول المسلسل إلى إيفيهات متتالية من أبطال المسلسل خاصة علا غانم وعمرو عبدالجليل وكأنه لايوجد مخرج ولا نص وكأن الأوردر بعد دوران الكاميرا «يالله اعملوا الشويتين بتوعكم»!، المسلسل به كم رهيب من الاستسهال وقلة الإتقان والرغبة فى مجرد النحتاية بلغة أهل الصنعة!، لا إتقان فى الأداء ولا فى اللغة السينمائية ولا فى مناطق وتوقيت دخول الكوميديا التى لا بد ألا تكون محشوة مقحمة ولا تؤثر على تدفق الإيقاع الفنى، فالإيفيه يدخل فى عز الصراع والميلودراما وكأننا نقدم أراجوز شكوكو فى سرادق عزاء، ولا حتى إتقان فى اللهجة الفلاحى وللأسف الكل يستعير من شخصيات سابقة مثّلها من قبل فى أعمال فنية سابقة حتى وإن لم تكن ملائمة للمسلسل، علا غانم أسيرة دورها وطريقتها فى مسلسل «الزوجة الرابعة» وعمرو عبدالجليل يكرر نفس طريقته فى أفلامه مع خالد يوسف وتقمص روح صلاح السعدنى فى دور العمدة سليمان غانم فى «ليالى الحلمية» مع فارق الأداء الذى هو فى صالح السعدنى بلا مناقشة، فخرج العمل لا روح فيه ولا طعم ولا لون ولا رائحة وللأسف أتخيل أن عظام هؤلاء الفنانين العظام العباقرة تئن وتتعذب فى قبورها، بداية من أبوسيف حتى حسن البارودى، ورب ضارة نافعه، فهذا المسلسل سيجعلنا نعيد مشاهدة فيلم «الزوجة الثانية» الرائع الجميل المحكم الخالى من ملل المسلسل وسذاجته وسماجته، ربما تكون مشاهدة الفيلم على اليوتيوب أو الدى فى دى بمثابة مظاهرة جماعية نرفع فيها لافتة «آسفين يا أبوسيف».